• 2019-04-01

إضاءات تربوية

هكذا تكون المنافسة

عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: "أمرَنا رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يومًا أن نتصدقَ فوافق ذلك مالًا عندي، فقلتُ اليومَ أسبقُ أبا بكرٍ إن سبقتُه يومًا، فجئتُ بنصفِ مالي، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ما أبقيتَ لأهلك؟ قلتُ: مثلَه. وأتى أبو بكر رضي الله عنه بكلِّ ما عندَه، فقال له رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ما أبقيتَ لأهلِكِ؟ قال: أبقيتُ لهم اللهَ ورسولَه. قلتُ: لا أسابِقُكَ إلى شيءٍ أبدًا". رواه أبو داود، والترمذي وقال حسن صحيح.
هذه القصة وقعت قبيل غزوة تبوك في السنة التاسعة للهجرة، وقد أعلن الرسول صلى الله عليه وسلم النفير العام، والدعوة إلى تجهيز الجيش المسلم للتصدي لعدوان الروم في الشمال، وقد كان الوقت وقت شدة وضيق، حتى سميت الغزوة بغزوة العسرة.
ونستفيد من هذا الحديث الشريف ما يلي: مكانة أبو بكر الصديق رضي الله عنه، فهو شيخ الصحابة وأفضلهم، حرص عمر بن الخطاب رضي الله عنه في المسارعة إلى الخيرات والتسابق إلى الصدقة والجهاد بالمال، طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم، تضامن وتكاتف المجتمع المسلم، علو الهمة والاستعداد النفسي والبدني لخدمة الدين الحنيف، الثقة بالله سبحانه وتعالى، الإيجابية والنفس السوية، والمكانة العظيمة للصحابة رضي الله عنهم.
وقد كان الجيل الأول الفريد قد تلقى التربية النبوية بكل إخلاص وهمة ورغبة صادقة في نيل رضا الله سبحانه وتعالى. واستحق هذا الجيل بكل جدارة أن يعي ثم يطبق التوجيه الرباني العظيم: "سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ".